مساواة المرأة بالرجل



مساواة المرأة بالرجل

تطور حقوق المرأة في العالم العربي

قبيل الإسلام كانت حقوق المرأة في منتهى التناقض فمن ناحية كان يحق للآباء  وأد بناتهن أي دفنهن أحياء عندما يجدونهن زائدات عن الحاجة بينما نجد بعض النساء بلغن مرحلة من الحرية يحسدها عليها النساء المعاصرات ، فقد كانت لبعضهن صالونات أدبية و كانت بعضهن شاعرات و فارسات و تاجرات كخديجة أولى زوجات النبي محمد . و عندما جاء الإسلام أوقف ظاهرة الوأد و حث على معاملة المرأة برفق  ) رفقا بالقوارير ( و دعا إلى استشارة الفتيات حول زواجهن . الا أن بعض المفسرين لآيات القرآن تفاوت فهمهم لها ، فمنهم من جعل المرأة  تحت سيادة الرجل المطلقة و منهم من اعترف لها ببعض الحقوق .
 و قد شهد صدر الإسلام دورا رئيسيا للمرأة خلال الحروب الكثيرة التي خاضها المسلمون  فقد كن يردفن المقاتلين يطهين لهم و يضمدن جراحهم و يحرضنهم على الاستبسال في القتال بل شهد أيضا نساء قائدات كعائشة زوجة الرسول التي قادت فئة من المسلمين ضد علي بن طالب و مؤيديه  في أولى الحروب الإسلامية الأهلية و كذلك  نساء فارسات محاربات كخولة بنت الأزور .

في أواخر العصر الأموي و أوائل العصر  العباسي  أي  في أواخر القرن السابع و أوائل القرن الثامن الميلادي  كثرت الفتوحات الإسلامية و اكتظت المدن الإسلامية بآلاف الجواري من مختلف الأعراق ، استوعبت بعضها قصور الخلفاء و بعضها قصور أغنياء التجار إلا أن أعدادا وفيرة استثمرتها  بيوت الدعارة و الحانات مما خلق مشكلة اجتماعية أخلاقية جعل المحافظين يشددون الخناق على نسائهم و يمنعوهن من الحركة خارج بيوتهن كما برزت في تلك المرحلة ظاهرة الحجاب .
 و لكن في الوقت الذي شهدت فيه تلك المرحلة انحطاطا لدور المرأة فقد شهدت الساحات العلمية و الأدبية و الفلسفية تقدما هائلا في جميع تلك المجالات التي قادها الرجل المسلم عن جدارة.
 ثم شهدت  الأندلس و خاصة بعد أن انتقلت إليها الخلافة الأموية حوالي سنة 760 ميلادية  نهضة علمية و ثقافية هائلة تمثلت بإنشاء عدد كبير من المدارس و الجامعات و بظهور عشرات العلماء و الفلاسفة و الأدباء و الشعراء  و قد شاركت النساء في المجالس الأدبية و ظهرت بينهن شاعرات  ) مثل الولادة بنت المستكفي)  و لكن ظل دورهن هامشيا إلى أن انهار مجددا أيام ملوك الطوائف حوالي سنة 1036 ميلادية
تطور حقوق المرأة في أوربا

لم يكن حال المرأة في أوربا بأحسن حال من شقيقتها في العالم العربي
  فقد ظلت تعيش في ظل الرجل و لكن منذ عصر النهضة التي شملت العلوم و الفنون و الفلسفة و  الآداب بدأت النظرة إلى المرأة تتغير وساعد على ذلك أمران: أولها تحرير الأخلاق أي السلوك الإنساني من نفوذ الدين أو رجال الدين ) ابتدأ ذلك من خلال الفيلسوف أمانوييل كانت ( ثم تلا ذلك تحرير السياسة من الدين ) بدأ ذلك منذ  نابليون بونابارت(  حيث أصبح بالإمكان ترتيبا على ذلك تشريع قوانين جديدة للأحوال الشخصية التي تطورت بالتدريج وصولا إلى الزواج المدني و شؤون الميراث و انتهت بحق الانتخاب ثم الترشيح للانتخاب و قد سرع  العصر  الصناعي من تطور حقوق المرأة إلا أن الحرب العالمية الثانية و إفرازاتها الاجتماعية الكثيرة كانخفاض عدد الذكور و دخول المرأة  الواسع  إلى سوق العمالة سرعها أكثر حتى قاربت بلوغ حد المساواة و إن لم تبلغها .
حقوق المرأة المعاصرة

بينما استطاع  الغرب تحرير الأخلاق و السياسة من نفوذ  الدين و رجال الدين بحيث أصبحت المرأة مساوية للرجل في  كثير من المجالات فان المرأة في الشرق العربي لم تتمكن من ذلك و لكنها حاولت فقد ظهرت  في الأربعينيات و الخمسينيات من القرن العشرين رائدات في هذا المجال من أمثال هدى شعراوي في مصر و ثريا الحافظ في سورية ، و قامت  طالبات الثانوية في الكويت بحرق عباءاتهن أمام مبنى وزارة المعارف أواخر خمسينيات القرن الفائت و برزت محاميات عربيات يطالبن  بإصلاح  قوانين الأحوال الشخصية و خاصة منها المتعلقة بالطلاق كما عدلت القوانين في بعض البلاد العربية لتسمح للمرأة بحق الانتخاب مثل سورية و الأردن و كانت بعضها أكثر جرأة كقانون الأحوال الشخصية  المسمى بقانون جهان السادات في مصر إلا أن  الإحباط المتواصل نتيجة صراعات الشرق الأوسط حرك رجال الدين من جديد لاستعادة سلطانهم و النكوص بالتالي بمعظم الإنجازات ، و اليوم فان البلد العربي الوحيد الذي منح المرأة معظم حقوقها هو الجمهورية التونسية حيث تكاد المرأة فيها تساوي الرجل في الحقوق و الواجبات .

: دور المرأة في المجال الاقتصادي
هناك إقبالاً متزايداً من المرأة الكويتية نحو المساهمة في سوق العمل وهو ما يظهر واضحاً عند مقارنة نسب مساهمتها في السنوات السابقة حيث لم تكن تتعد نسبة2.5% من إجمالي القوى العاملة الكويتية عام1965 تطورت إلى3% عام1970ثم9% عام1975 إلى أن بلغت 25.7% عام 1985ثم ارتفعت ثانياً إلى 33% عام1999. كمنا تطورت نسبة المشاركة في سوق العمل بالنسبة لإجمالي عدد النساء في دولة الكويت حيث ارتفعت من 0.7% عام1957 إلى 18%عام1998وسوف يظهر الإقبال المتزايد للمرأة الكويتية نحو المساهمة في سوق المعمل أكثر وضوحاً إن حاولنا معرفة نسبة العاملات إلى إجمالي عدد النساء في سن العمل (من 15حتى55 سنة) عام 1998.حيث ستجد أن نسبة المشاركة لمن هم في سن العمل قد بلغت35% من إجمالي عدد النساء أي أن من بين كل ثلاثة نساء في سن العمل هناك امرأة عاملة وهي تعتبر من أعلى نسب المشاركة.

وعن مشاركة المرأة في القطاعين الحكومي والخاص نجد أن نسبة قوة عمل المرأة الكويتية في القطاع الحكومي بلغت94%من مجموع قوى عمل المرأة تتركز نسبة93% في وزارتي التربية والصحة.ويصل عدد العاملات الكويتيات في هذا القطاع إلى46.655ألف عاملة. أما مشاركة المرأة في القطاع الخاص والمشترك فما زالت مشاركة متواضعة ولم تتعد أعداد النساء في هذا القطاع 3087عاملة عام1998. ويرجع ذلك إلى اعتماد القطاع الخاص بصورة أساسية على العمالة الوافدة.

وفي المجال الاستثماري يلاحظ أن المرأة الكويتية لم تتغلغل بعد بما فيه الكفاية في هذا المجال مقارنة بالمجالات الاقتصادية الأخرى ولازالت نسبة عمل المرأة في القطاع المصرفي والاستثماري صغيرة وتقل الكويت في ذلك عن النسبة المعتادة في دول العالم الأخرى بالرغم من أنها أكثر من النسب السائدة في دول مجلس التعاون الخليجي.

ويتوقع الخبراء أن تزايد تلك باطراد في المستقبل لسببين رئيسيين :

أولهما: هو تناسب طبيعة العمل الاستثماري مع طبيعة المرأة القادرة على الانتباه للتفاصيل الصغيرة واتخاذ القرارات السريعة.
وثانيهما: هو تزايد الإقبال من قبل المرأة الكويتية على الالتحاق بكليات التجارة والأعمال ومعاهدها وهما المصدر الأساسي لقوى العمل في هذا المجال.
وفي صدد الحديث عن تولي المرأة الكويتية للوظائف القيادية في المجتمع. نجدها قد تقلدت عدد من المناصب القيادية الهامة خاصة منذ بداية التسعينيات فقد وصلت المرأة إلى منصب السفيرة عام1996 وعينت كوكيلة وزارة في وزارتي التعليم العالي والتخطيط بالإضافة إلى تولي عدد كبير من النساء منصب وكيل وزارة مساعد في وزارات التربية والشؤون الاجتماعية والعمل والأشغال والإعلام. وتم تعيين امرأة كمديرة لجامعة الكويت منذ عام1994. كما عينت الدولة عدد النساء اللاتي تولين الوظائف القيادية الوسطى في المجتمع قد ارتفع من 43.321ألف امرأة في عام1996 إلى أن أصبح76.246 ألف امرأة في عام1999.
 دور المرأة في المجال السياسي:

لعبت المرأة الكويتية دوراً بارزاً وحيوياً في مقاومة الغزو العراقي سواء داخل الكويت أو خارجها. وقد تجلت هذه المقاومة في عدة مظاهر أهمها هي :
- خروج المرأة الكويتية في الأيام الأولى للغزو 5/8/90 في شوارع الكويت بمظاهرات استنكار ورفض الاحتلال العراقي.

- قيامها بتنظيم شبكة معلومات واتصال بين المقاومة والحكومة في الخارج. فكانت تنقل من وإلى الحكومة المعلومات السرية المتعلقة بطرق المقاومة. كما تضمن عملها طبع المنشورات وتوزيعها.

- القيام بمهام الاطمئنان على المعتقلين داخ المعتقلات العراق وتزويدهم بالمواد الغذائية بالإضافة إلى مواساة أهاليهم وعائلات الشهداء.

القيام بعمليات الإسعافات الأولية وتجهيز الأدوية وجمعها من المستشفيات وتوزيعها على المقاومة وعلى الأهالي وقت الطوارئ.

وفي الخارج ساهمت المرأة الكويتية في العديد من المؤتمرات الإعلامية والأكاديمية التي شملت كل من الولايات المتحدة وبريطانيا وغيرها من الدول الأوروبية وكذلك بعض الدول العربية مثل مصر وسوريا وكل دول الخليج العربي. وقد حاولت هذه المؤتمرات حشد تأييد الرأي العام العربي والعالمي حول حقوق الشعب الكويتي وحكومته الشرعية والتنديد بممارسات العراق داخل الكويت آنذاك.
دور المرأة في المجال الاجتماعي:

فتساهم المرأة بدور متميز في التنمية الاجتماعية داخل المجتمع الكويتي حيث عمدت إلى تكوين الجمعيات الأهلية المهنية والثقافية بالإضافة إلى الجمعيات الإنسانية المتخصصة والبالغ عددها 5جمعيات نسائية أقدمها الجمعية الثقافية والاجتماعية التي تأست عام1963. كما تم إشهار الاتحاد النسائي الكويتي في عام1994.

وقد تحدد الهدف من هذه المؤسسات في تنمية وعي المرأة الكويتية بقضايا مجتمعها والعمل على تعزيز دورها في التنمية الاجتماعية والاقتصادية.

بالإضافة لذلك كان للمرأة الكويتية نصيب وافر في تأسيس عدد كبير من جمعيات النفع العام البالغ عددها أكثر من 50جمعية ومن هذه الجمعيات على سبيل المثال لا الحصر :

الجمعية الكويتية للتعليم الخاص.

جمعية بيادر للسلام.

جمعية التمريض الكويتية.

جمعية المرشدات الكويتية.

جمعية الرعاية الإسلامية.

نادي الفتاة الكويتية.

الجمعية الكويتية للمعوقين.

علاوة على ذلك قامت المرأة الكويتية بإقامة العديد من دور الحضانة والمشروعات التنموية لحماية الأمومة والطفولة مساهمة منها في توفير الفرص المناسبة للأمهات العاملات لتنشئة أطفالهن تنشئة سوية. وبلغ إجمالي دور الحضانة الخاصة بالأطفال 31دار حضانة.

ويرى المحللون أنه بالإضافة إلى الامتيازات السابقة ذكرها التي أعطتها الدولة للمرأة فهناك عدة عوامل أخرى ساعدت في تدعيم قدرة المرأة الكويتية على المساهمة في هذه المجالات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، ومن هذه العوامل ما يأتي:

كان التعليم العامل الأساسي في تغير الوجه الحضاري للمرأة الكويتية فقد استمرت المرأة الكويتية تتلقى التعليم داخل الكويت وخارجها حيث حصلت 6نساء على الشهادة الجامعية في عام 1960من القاهرة كما حصلت أول امرأة على درجة الماجستير في الفيزياء النووية من الولايات المتحدة الأمريكية في نفس العام. وبعد تأسيس جامعة الكويت عام1966 كان إقبال المرأة على التعليم الجامعي واضحاً فقد بلغت أعداد الطالبات في هذا العام 38طالبة وصلت عام1970 إلى 246طالبة. وحوالي أكثر من نصف العدد الكلي للطلبة عام1989. وفي عام1998 قدرت نسبة النساء الحاصلات على الشهادة الجامعية بـ9.8% من عدد النساء في دولة الكويت ومن ناحية أخرى أحرزت المرأة الكويتية انتصاراً كبيراً في مجال القضاء على الأمية حيث تشير الإحصائيات الصادرة من وزارة التخطيط إلى انخفاض نسبة الأمية بين النساء لتصل إلى أقل من 13%.

تاريخياً مثل احتكاك المجتمع الكويتي بحضارات مختلفة وأكثر من مدينة عن طريق التبادل التجاري والأسفار بالإضافة إلى الانفتاح الاقتصادي لدولة الكويت بعد ذلك واستقطابها لقوى العمل الأجنبية عاملان مهمان عملا على جعل المجتمع الكويتي بصفة عامة والمرأة بصفة خاصة أكثر مرونة في اقتباس بعض الأمور المتعلقة بالسلوك الاجتماعي ونمط الحياة.

.